روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | المتسولون.. مبتزون للأغنياء وليسوا فقراء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > المتسولون.. مبتزون للأغنياء وليسوا فقراء


  المتسولون.. مبتزون للأغنياء وليسوا فقراء
     عدد مرات المشاهدة: 3041        عدد مرات الإرسال: 0

لأسباب كثيرة منها الفقر والمرض والبطالة وغياب الوازع الديني، انتشر سؤال الناس وطلب الصدقات في الطرقات والميادين وأمام المساجد وفي المواصلات وربما أمام أبواب البيوت حتى تحول هذا الأمر إلى ظاهرة خطيرة، ليست قصراً على المحتاجين فحسب ، بل واستغلها كثير من القادرين على الكسب من الرجال والنساء والأطفال على حد سواء.. حتى أضحى " التسول " في بلادنا حرفة ومهنة لدى ضعاف النفوس ومحترفي التنطع والكسب بلا سعي ولا مجهود.

ومن المؤسف أن يتخذ البعض من مظاهر التدين ستارا لاسترقاق قلوب المارة واستدرار عطفهم. والعجيب أن أحدا لم يعبأ بخطورة هذه الظاهرة ، ولم يعرها الاهتمام المطلوب، بل أحيانا نجد بعض المنكرين لها سرعان ما يستجيبون لابتزاز المتسولين ويقعون فريسة لحيلهم وأكاذيبهم، بدعوى أن الإسلام يدعو إلى عدم رد السائل ويستشهدون بقول الله تعالى : " وأما السائل فلا تنهر " الضحى : 10.

وما بين " السائل " و " المتسول " خيط رفيع لا يكاد يراه أحد للوهلة الأولى .. فكم من أناس ظنناهم فقراء معوزين ، ولما انتهت أعمارهم فوجئنا بهم يخلفون وراءهم ممتلكات ومئات الآلاف من الجنيهات .. وكم من أناس حسبناهم من الأغنياء ، وواقع حالهم يؤكد أنهم أقرب إلى العوز والفقر ، غير أنهم يتعففون. الأمر الذي يضعنا في مسئولية كبيرة أمام الله ، لكيلا نكون شركاء في هذه الآفة المدمرة والظاهرة المقيتة ( التسول ) التي تبتز الأغنياء وتحرم الفقراء والمحتاجين.

وقبيح أن ينشغل المتسولون بابتكار أساليب جديدة لتحقيق أعلى ربحية من وراء هذا العمل غير المشروع، ونحن لا نزال ننساق وراء عواطفنا الخادعة ونتعامل بعشوائية مع هذه الفئات الضالة ، التي تحتاج إلى وقفة وتقويم ، لا إلى صدقات وهبات .. نعم نحتاج إلى استراتيجية رشيدة للتصدي لظاهرة التسول وإعادة النظر في التعامل مع الصدقات وأموال الزكاة .. فهل من مجيب؟

صور متعددة:

يأخذ التسول في بلادنا صورا عديدة ، وأضحى المتسولون يتفننون في ابتكار أساليب جديدة تخاطب " جيوب " المارة ، وترقرق القلوب الجامدة. من هذه الصور الوقوف في مواقف المواصلات ، وأمام المساجد والمستشفيات ، وادعاء أن النقود فقدت أو سرقت ، ويطلب السائل ثمن المواصلات حتى يعود إلى حيث يسكن. وقد نرى سيدة تحمل رضيعا وتدعي أنها تعول أسرة كبيرة أو زوجها مريض ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية بآلاف الجنيهات وغالباً ما يحمل السائل شهادات وتقارير صحية غير معلومة المصدر لإثبات ما يدعيه.

ولعل الظاهرة الأبرز بالنسبة للنساء هي التستر في ارتداء النقاب حتى لا تكشف عن نفسها من ناحية ، وتستجلب عطف المارة من ناحية أخرى. وكثيراً ما ترصد العين مشهد بيع الورود أو عقود الياسمين للساهرين والمتنزهين على كورنيش النيل من جانب أطفال لا يتعدون العاشرة من عمرهم ، وغالباً ما ترصد العين " المعلم " وهو يوزع الورود على " بضاعته البشرية " قبل أن يفرقهم في أماكنهم المحددة ، ثم ينتظرهم لينقلهم في سيارته آخر الليل إلى المقر العام ليأخذ ما حصدوه دون أي نقاش.

نموذج آخر للتسول ، وهم الذين يتسولون بتلاوة بعض آيات القرآن والأحاديث التي تحض على الصدقة ، وكذا من يسمون بـ " دراويش البخور " وهم رجال أو نساء أو شباب قادرون على العمل والكسب لكنهم يفضلون حمل طبق البخور والمرور على الباعة والتجار كل صباح لمنحهم البركة مقابل بعض عملات النقود الصغيرة . كذلك هناك مهن تحول ممارسوها إلى حالة من التسول الدائم مثل عمال المساجد وعمال النظافة والبلدية وحراس العقارات وعمال المراحيض العامة والسعاة وعامل الأسانسير وجندي المرور وبعض محصلي فواتير المياه والكهرباء.

وكما أن للتسول أماكن ينتشر فيها ، وكما أن له رعاة ينظمونه ويقومون على أمر محترفيه ، فله أيضاً مواسم وأوقاتاً يكثر فيها مثل شهر رمضان والأعياد والامتحانات ، وهي الأوقات التي تكون فيها النفس أكثر استعداداً للبذل والعطاء.

3 ملايين متسول:

الدكتور عبد المنعم شحاتة أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة المنوفية ، يرى أن التسول صفة مرتبطة بشخصية غير مستقرة اجتماعيا ونفسياً وهي شخصية نعتبرها عدائية للمجتمع الذي تعيش فيه من خلال التلذذ بالاستحواذ على ما في أيدي الآخرين.

ويقول إن ترك هذه الظاهرة دون علاج سيؤدي إلى زيادة عددهم لأن التسول كالمرض ينتشر بسرعة بين أفراد المجتمع ، حيث تشير إحصائية مركز الأمومة والطفولة إلى أن عدد المتسولين بلغ 3 ملايين ويمثلون 2,5% من المجتمع.

فالمتسولون يمثلون نمطاً سلوكياً سيئاً في المجتمع الذي يعيشون فيه وهم لديهم القدرة على تزييف الحقائق وتغيير الشكل والمظهر لجذب الانتباه. كما أنهم لا يحاولون الإنتاج أو العمل وبالتالي فالشخصية المتسولة هي شخصية سيكوباتية أنانية تنضوي على كثير من الاغتراب واللامبالاة وتعاني من أمراض نفسية شديدة تؤدي بها إلى الانفصال الكلي عن المجتمع .

الأسباب:

ويذكر د. شحاتة أن الأسباب التي تؤدي لوجود مثل هذه الظاهرة عديدة ويمكن تلخيصها في جانبين:

 الأول : اجتماعي:

  وهو ناتج عن وجود أسرة مفككة وأم لا تحسن تربية الأبناء ، والهروب من التعليم بجانب أبناء الشوارع.

والجانب الثاني : اقتصادي:

  ويتمثل في الفقر والبطالة وعدم وجود مصدر للدخل يكفي لسد احتياجات المعيشة ، فغالبية المتسولين من الطبقة المعدومة وهو ما يدفع الأشخاص غير الأسوياء للنزول إلى الشارع ومد أيديهم للتسول وهي مهنة تقضي على الإنسان من الداخل ( الأنا ) وهم يحتاجون رعاية من المجتمع تعيدهم إلى صفوف الأفراد الأسوياء المنتجين وهي مسئولية مجتمع بأكمله وليس الشئون الاجتماعية فقط ، وهو ما يتطلب وضع خطة على مستوى كل محافظة وحي من قبل الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية بكافة أشكالها ورجال الأعمال بحيث تنشأ مؤسسات تدريبية للمتسولين والعاطلين ، وتحولهم من طاقة غير منتجة إلى منتجة كتعليمهم بعض الحرف الصغيرة للحد من انتشار هذه الظاهرة.

العقاب:

وقال المستشار الدكتور محمد الدمرداش العقالي أمين عام مساعد مجلس الدولة المصري إن التسول ظاهرة مرفوضة جرمها القانون رقم 39 لسنة 1933م بغرامة لا تزيد عن مئة جنيه وحبس مدة لا تتجاوز شهر.

فعقوبة التسول موجودة لكنها غير رادعة ، وقانون التسول موجود وهناك حملات تشنها أجهزة الأمن على محترفي التسول بين حين وآخر لكن في الغالب يتم صرفهم من سراى النيابة لا لعدم وجود قانون يعاقبون به لكن لعدم إثبات واقعة التسول من جهة ولأن ثقافة المجتمع لا تقبل عقاب المتسول بالحبس من جهة أخرى.

والغريب أن المتسول لا يقر بأنه متسول ، حيث كشفت دراسة حديثة عن التسول قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة 47% من المتسولين إناث وهن لا يعترفن بأنهن متسولات بل طالبات إحسان وهذا ـ في رأيهن ـ لا عيب فيه ولا يشكل إجراماً!!

ذلك أن المتسول شخص يسأل مبلغاً من المال قل أو كثر فإذا أعطي شكر وإذا منع ينصرف لحال سبيله دون أن يتسبب في أي ضرر لمن منعه وأعرض عنه، بخلاف السرقة ، فالسارق يتطلع إلى المال ويأخذه عنوة ، وهذا هو الذي يحتاج إلى العقاب الرادع الشديد!

ويلفت المستشار محمد الدمرداش العقالي النظر إلى أن هذه الظاهرة في سبيلها للازدياد في ظل ارتفاع معدلات الفقر وفي ظل انتشار مظاهر الغنى الفاحش. ويشير لتجربة بعض الجمعيات الأهلية في مكافحة التسول ومنها مشروع " كرامتي " بساقية الصاوي الذي يعمل على تأهيل عدد غير قليل من المتسولين ورعايتهم اجتماعياً وصحياً ودراسة ظروفهم ومعرفة سبب انحرافهم واحترافهم التسول كما يعمل على الوصول إلى المتعففين والمحتاجين الحقيقيين.

التجارة بالبشر:

ويستدرك المستشار العقالي: لكن الخوف كل الخوف أن نكون أمام عملية استغلال للأطفال دون الثامنة عشرة ، فهنا ، نكون أمام جريمة خطيرة تستلزم من جانب الدولة اليقظة والحذر ، مغبة المتاجرة بهؤلاء الأطفال المتسولين. أما التساهل فسوف يؤدي إلى نشوء جيل يستسهل الجريمة والسرقات من دون رادع ، أو الوقوع فريسة للمخدرات والدعارة.

ويقول : إن ظاهرة امتهان التسول المتنامية في أوطاننا العربية تظهر الحاجة الملحة إلى منظمات إنسانية مستقلة تتمتع بحرية النشاط الإنساني ، وتعمل بمقاييس عصرية ومعايير دقيقة في ضبط المحتاجين وتحظى أيضاً بثقة المواطنين في جمع صدقاتهم وزكواتهم وتحويلها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين في نطاق المسئولية والشفافية .

وأضاف : بميلاد هذه الجمعيات الخيرية المستقلة ، وباستبعاد كل أشكال الوصاية عنها ، وبإطلاق العنان لنشاطها الإنساني ، يصبح يسيراً تنظيم الصدقات والتعرف إلى المحتاجين الحقيقيين ويمكن التدخل لمعالجة الكثير من مشاكلهم ، وعندها قد يصبح المبرر مستساغاً في حجر احتراف التسول وفي ملاحقة قوافل المتسولين وبالتالي في تجنيب بيوت الله وخلق الله طوابيرهم وأذاهم.

العمل:

وقال الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي الأستاذ بكلية دار العلوم وعضو مجمع اللغة العربية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية : شيئان كلاهما مرتبط بالآخر : البطالة والتسول ، فالبطالة هي باب التسول الرئيسي ، والتسول ذل ومهانة ، والإسلام يريد للمسلم العزة والكرامة .

وأوضح أن العزة والكرامة في العمل تمثل الخطوة الأولى لعلاج ظاهرة التسول ، والفرد الذي يتكاسل ولا يعمل يكون آثماً في حق مجتمعه ، فلا يجوز للمسلم أن يمد يده إلى الناس ويسألهم الإحسان والصدقة ، قال تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " كما يجب ألا يكون عالة على غيره وعبئاً على المجتمع ، إنما يجب أن يعمل ويكون عزيز النفس ، ليكسب المال الحلال الذي يسد به حاجته ويحفظ به ماء وجهه ، ومن مسئولية الحاكم وولي الأمر أن يوفر فرص عمل لرعيته قبل أن يتحولوا إلى متسولين.

وقد عالج الرسول صلى الله عليه وسلم التسول بأبدع الوسائل ووضع لها الحلول التي تتناسب مع كل عصر ومكان ، وذلك حينما ذهب إليه رجل يطلب منه صدقة ، فقال له الرسول ماذا عندك في بيتك ؟ قال إناء أشرب منه وملبس أجلس عليه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اذهب وائتني بهما ، فلما أتى الرجل قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : اجلس ، ونادى الرسول على صحابته وقال من يشتري هاتين؟

فقال أحد الصحابة بدينار وقال الآخر بدينارين، فباعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بدينارين ، وأعطى للرجل ديناراً وقال له اذهب واشتر به حاجة أهلك، واشتر بالدينار الآخر قدوماً ، وعلمه كيف يجمع الحطب، وقال أراك بعد خمسة عشر يوماً وجاء الرجل بعد المدة السابقة ومعه دراهم كثيرة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم هذا أفضل من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك.

فانظر كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم التسول بحكمة بالغة عندما حث الرجل على العمل فلو أعطاه صدقة لذهب وأنفقها في نفس اليوم ثم أتاه مرة أخرى في اليوم القادم لكن الرسول دله على العمل الذي بسببه يكسب الدراهم والدنانير ولا يحتاج لأحد، ومثل هذا الموقف يعلمنا كيف نوفر للمتسولين مجالات العمل ولقد صدق المثل الصيني ( لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها ) وبهذا نستطيع أن نقضي على التسول ونمنعه من الانتشار في بلاد المسلمين.

وقد اعتبرت السنة النبوية العمل جهاداً فقد مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ورأى الصحابة من جلده ونشاطه فقالوا : يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله ، فقال : ( إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان ) ، فالعمل أساس بناء الأمة وحضارتها وعنوان تقدمها، والأمة التي لا تعمل تصبح أمة متخلفة تتسول أقواتها من سائر الأمم ، والإنسان المسلم في مجتمعه لا ينبغي أن يعمل على سد حاجته فقط ، وإنما ينبغي أن يوسع دائرة عمله لينفع أهله وأقاربه ومجتمعه أيضاً.

المتعففون أولى:

ويوضح الشيخ السيد عسكر الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية سابقاً أنه في ظل تفشي ظاهرة التسول ، يصبح واجبا على المتصدق ومخرج الزكاة التحري والتدقيق فيمن يعطيه الصدقة ، ذلك أن الواقع المشاهد يصعب التمييز فيه بين السائل المحتاج وبين " المتسول "، فرب محتاج منعه التعفف من السؤال ، ورب متسول تبجح في سؤاله فأحرج المسئول وابتز ماله.
لذلك ـ والحال هذه ـ يجب التنقيب والبحث عمن هم أولى بالكفالة والعطاء ، وهم المحتاجون الحقيقيون الذين تعففوا أن يسألوا الناس، وآثروا التقشف وضيق الحال على أن يعرضوا أنفسهم لذل السؤال ، وما أكثر هذا الصنف من الناس ، لاسيما بين الجيران والأرحام .

ويؤكد الشيخ عسكر أن كثيرا من الناس المستورين تجوز لهم الصدقة كأن يكون رجلا ذا عيال ، أو موظفا بسيطا لا يكفيه راتبه لمنتصف الشهر وليس له دخل آخر ، وطالب علم يشقيه عناء السفر والبحث وتوفير الكتب والمراجع ، أو شابا مقبلا على الزواج ليتعفف ، أو ميسور الحال وأصابته جائحة من جوائح الدهر ، أو ما شابه ذلك.

وينبه الشيخ السيد عسكر إلى أنه إذا كان في الصدقة أجر ، فإن في التحري عن المستحق لها أيضاً أجرا وثوابا جزيلا ، هذا فضلا عن أن الصدقات أمانة في أعناق الأغنياء وعليهم أن يجتهدوا في توصيل هذه الأمانة إلى مستحقيها. ويضيف أن إعطاء المتسول يعني حرمان الفقير المحتاج ، كما أن التقصير في حق كل محتاج يعد جريمة يتحمل وزرها المجتمع والدولة.

ويلفت الشيخ عسكر إلى أن الإسلام حينما حض على عدم رد السائل في قوله تعالى " وأما السائل فلا تنهر " الضحي : 10 ، فإنما قصد بذلك السائل المحتاج وليس المتسول ، لذا تجب التفرقة بين " السائل المحتاج " وبين " المتسول " والتعامل مع النصوص الشرعية بفقه الواقع وفقه الحال.

كما يجب أيضاً وفي الوقت نفسه كذلك أن تضع الدولة نظاما متكاملا للتكافل الاجتماعي ، وأن تأخذ من الأغنياء ما يكفي الفقراء ، حتى يستشعر فقراؤنا بأنهم أبناء لهذا الوطن وليسوا غرباء عنه!

اسم الكاتب: عبد الرحمن هاشم

مصدر المقال: موقع المستشار